سوق المبادرات العربية

الصلح أو الاصلاح

كانت القمة العربية في الجزائر التي عقدت في مارس الماضي تنتظر مبادرة أردنية تقتضي اقرار العرب جميعاً بحق اسرائيل في الوجود ورغبتهم في السلام قبل أن تبدأ أي خطوة في طريق التفاوض مع الحكومة الاسرائيلية. ويبدو أن انشغال الملك عبد الله وزيارته الى واشنطن للقاء رجال اعمال وشركات حال دون حصول المبادرة على زخم عربي واسع.

في بلادنا كان الجميع بانتظار مبادرة تاريخية من ولي العهد لاجراء اصلاحات شاملة وجوهرية، فإذا بشهية المبادرات العربية تنفتح مرة أخرى. فقد كانت حاشية الامير عبد الله تعقد مشاوارتها من أجل تجديد العهد بالمبادرة العربية للسلام مع اسرائيل مع إدخال بعض التعديلات ليس بمستوى المبادرة الاردنية التي تضمنت تنازلاً مبدئياً، ولا تمسكاً بشروط بمبادرة قمة بيروت قبل ثلاث سنوات. وقد ذكرت مصادر سعودية ان المملكة تسعى من اجل ادخال تعديل على المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل مع ما تثير التعديلات من حساسيات جديدة بين الدول العربية، سيما قضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.

ولكن الاتصالات الحثيثة التي أجرتها الرياض من أجل إنجاح مبادرتها بعد التعديل لم تكن مشجّعة، رغم أن مشاورات جرت خلال زيارات قادة عرب الى الرياض من بينهم الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. ولكن المصادر السعودية ذكرت بأن التعقيدات التي صاحبت المشاورات نتيجة الوضع اللبناني والتصريحات المتشددة لولي العهد حول سوريا، قد حال دون مضي القيادة السعودية للمضي بعيداً في مشروع المبادرة التي كانت تأمل في ان تحظى بدعم عربي واسع دون تعديل. ولكن السعودية التي أرادت المساومة السياسية مع سوريا على مبادرتها لم تنجح في إقناع القيادة السورية بتعديلات المبادرة حسبما ذكرت هذه المصادر. وقد حاولت الاردن استغلال هذا التباين في وجهات النظر العربية من أجل تقديم مقترح مبادرة، أشبه ما تكون بتعديل على مبادرة الامير عبد الله وتسويقها اميركياً وعربياً.