عقول مفكرة

فيصل الزامل

 نهاية امريكا

 * مشغولة هذه العقول بقرب نهاية أميركا، والدلائل ساقها الباحث الفذّ ناصر العمر. مشغولة بأخبار الإنتصارات في الفلوجة وأفغانستان، وبالكرامات الزائدة للشهداء، وبحجم القتلى في (العلوج) والذي يتضاعف حتى يصل الى مئات الألوف، لا يمنع قول الحقيقة إلاّ خشية الأميركيين من الهزيمة الحتمية على يد المجاهدين الأشاوس.

 لواء تبوك

 * مشغولة هذه العقول بأخبار (لواء تبوك) السعودي، الذي يصطاد الهمرات الأميركية في الرمادي وبعقوبة وسامراء والموصل. فهذا اللواء المتخصص من السعوديين هو الأشدّ وقعاً على أمريكا وجيشها، وهو الذي سيأتي بنهايتها العاجلة.. وما عليكم إلا الدعاء، الدعاء، الدعاء يا إخوة الإيمان لينصر الله إخوتنا في الفلوجة وأفغانستان.

 هنادي والبرتقالة

 * مشغولة هذه العقول بأخبار (هنادي) العراقية الرادحة في أغنية (البرتقالة) منذ أن نشرت عكاظ أن متطرفين اغتالوها، لأنها شوّهت سمعة العراقيين الأنجاب. بعضهم يقول بأن المجاهدين لا يلتفتون الى أمثالها، وبعضهم الآخر يؤكد أن صاحبة (البرتقالة) كان يجب أن تقتل وتطهر الأرض من رجسها، فيما قال أصحاب العقول الخيّرة، أن السيستاني أكل البرتقالة أو قتلها!

 ذبح إسلامي

 * مشغولة هذه العقول بأمير المؤمنين الزرقاوي، وجهاده الأسطوري، وكيف أن مجاهدي بلاد الحرمين لا يثقون إلا بالقتال تحت لوائه الظاهر، لأنه حين يذبح الكفرة والمشركين فإنما يفعل ذلك بعد أن يتوجه في نحرهم الى القبلة ويسمّي بالله الرحمن الرحيم، ثم بعد الفراغ يشكر الله على أن مكّنه وأتباعه من رقابهم، وأراح الأرض من خزيهم وفجورهم وإلحادهم. أصحاب العقول الكبيرة مشغولة بلقطات فيديو الذبح الكثيرة، تتلذذ على رؤيتها، وتعيد الكرّة في بثّها.

 التاريخ الحيّ

 * مشغولة هذه العقول بحروب التاريخ.. من يريد أن يرى التاريخ حيّاً فليدخل الى مواقعه. هناك ترى الأشاعرة والمرجئة والرافضة والحنابلة والملاحدة يتقاتلون ويتناقشون. ستقرأ كتب التاريخ حيّة تطبّق في عصر العولمة. اصحاب العقول الكبيرة تعيش التاريخ ولم تخرج منه بعد، ولا يبدو أنها ستخرج منه قريباً.

 الجهاد الإنترنتي

 * أصحاب العقول الكبيرة يجاهدون أولاً على الإنترنت، يحرّض بعضهم بعضاً، والأكثر عقلاً هو من يسمع أهله بعد غياب أسبوعين بأنه أصبح شهيد العزّ في الرمادي أو الفلوجة، بعد أن قتل بعضاً من كفرة الحرس الوطني والشرطة والروافض الأوباش، فيتلقى أهله حينئذ حشداً مفتعلاً من المباركين المهنئين حضورياً وغيابياً (عبر رسائل الجوال وعبر الهاتف وعبر الإنترنت).

 أصحاب العقول وحيدون

 * مشغولة هذه العقول وهي ترسم الظلمة في كل مكان، وتخرّج ذئاباً متعطّشة للدم والإنتقام من أيٍ كان.. مشغولة بصدى أنفاسها وخطاب ذاتها، لا تستورد رأياً، ولا تسمع إلا من قناة وحيدة صحيحة، هي قناة الحق الأبدي. لا يؤثر فيها إلا أخبار (مفكرة الإسلام) والتحليلات السياسية الكونية العملاقة للشيخ سفر ونظيره الشيخ العمر، ومصادر (حدثني من أثق به) وروى لي (شيخ مجاهد) و(داعية مسدّد)، إضافة الى مواقع العقيدة الذهبية من الساحة الى السلفيون الى أنا المسلم الى موقع الحسبة المتميّز أصالة وروعة.. وكلّها تتبع نهراً واحداً لوكالة أنباء (حق ما عداه باطل).

 المؤامرات

 * مشغولة هذه العقول بما يفعل الرافضة، ومؤامراتهم التي لا تنتهي ولن تنتهي، فهم أكذب الخلق وأضلهم، وهم العملاء والحقراء وأصحاب كل عيب يمكن لتلك العقول تصوّره.. مشغولون هم بهذا الصوفي الخرافي الملحد كالحبيب الجفري والراحل العلامة المالكي، ومشغولون بتكفير الأباضية الزنادقة، والإسماعيليين الملاحدة، مشغولون بنسج أخبار المؤامرات التي ينتجها خيال واسع الى حدّ الجموح، فتنطلي على أصحاب العقول الكبيرة التي يستهويها قبول أي شيء ضد العدو المزعوم.

 التفتيش

 * مشغولة هذه العقول بالتفتيش والجمع.. التفتيش عن النوايا، والحكم على النوايا، والتنميط للأفراد والقضايا. والجمع بين اتهامات الماضي وتوقعات الحاضر. العيون مفتوحة للتفتيش عن الآلهة التي تعبد من دون الله، حتى لدى من قطع آلاف الأميال حاجاً. وسلاح التكفير جاهز، ومن أراد الإسلام فعليه أن يكفر بالطاغوت ويتبرأ من أبيه وجدّه لأنهما كانا مشركين كافرين.

 * أصحاب العقول في بلاء، ليتهم استخدموا عقولهم.