الجفري: السلفيون السعوديون يحاسبوننا على الخواطر

   في برنامج إضاءات بثته العربية مساء الأول من نوفمبر الماضي، وجه الداعية اليمني الشيخ الحبيب الجفري رسالة للمسؤولين السياسيين في العالم الإسلامي، قال فيها إن محاولات استثمار الإسلام في توازنات سياسية عوضا عن خدمته كدين سماوي لن يورث إلا سوءا على المدى البعيد. ولم ينف حدوث خلافات في الجزئيات داخل المدرسة الصوفية التي ينتسب إليها، مشيرا إلى أنها كانت تتعلق بعقد مجالس في السعودية للتعليم وأخرى للذكر على المذهب الشافعي في الوقت الذي تمنع فيه المؤسسة الدينية السعودية مثل ذلك.

وقال بأن بعض أفراد المؤسسة الدينية السعودية لا يتقبلون وجودا لأي أحد وقد يحاسبون الناس على ما يخطر في بالهم ويتدخلون في (جزئيات الجزئيات) من خصوصيات الإنسان. وانتقد في هذا السياق وقف تدريس الفقه على المذاهب الأربعة في الحرم المكي الشريف منوها إلى أنه كان ينبغي مناقشة الأمر قبل الإقدام على المنع في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز. وأضاف أنه يبذل محاولات للالتقاء برموز المدرسة السلفية لتقريب وجهات النظر وإذكاء روح الحوار.

ورد الشيخ الجفري ما أسماه بأزمة الفتاوى إلى عوامل ثلاثة أولها سيطرة السياسيين على قرار أهل العلم، وثانيها الخلل النوعي في صفوف طلاب العلم نسبة، لأن المتفوقين من التلاميذ أصبحوا لا يقصدون دراسة العلم الشرعي ويفضلون عوضا عنه العلوم التطبيقية، وثالثها المحاولات المبذولة لاستغلال الظروف السيئة المحيطة بطلبة العلم. وقال إن التكفير نتج عن تراكمات منها انتشار فكر ومدرسة (مشيراً الى الوهابية) كانت إحدى اشكالاتها الرئيسة الاضطراب في توصيف الاختلاف، مما جعل المسائل الفرعية بنظرهم بمرتبة الأصول. ونعى على هذه المدرسة عدم تقبلها تنوع الآراء.

ونفى أن تكون المدرسة الصوفية ممالئة للاستعمار، وهو اتهام يردده الوهابيون، لافتا إلى أن قراءة التاريخ بشكل منصف توضح أن كل راية جهاد لم تحو عناصر التطرف كانت ذات توجهات صوفية. وأشار في هذا الصدد إلى أن التاريخ القريب يثبت أن عبد القادر الجزائري وعمر المختار وغيرهما كانوا من الصوفية.