رسالة زوجات المعتقلين الى ولي العهد

السلطات السعودية تمنع الزيارة عن الاصلاحيين

 أفادت مصادر مقربة من دعاة الاصلاح المعتقلين في سجن عليشه بالرياض وهم الدكتور عبد الله الحامد والدكتور متروك الفالح والشاعر علي الدميني بأنهم بدأوا يوم 2 مايو اضراباً عن الطعام، إحتجاجاً على سوء المعاملة التي يتعرضوا لها من قبل أجهزة السجن. وكان المعتقلون الثلاثة قد طالبوا بنقلهم من زنازين انفرادية الى سجن عام مع بقية السجناء، وهكذا السماح بإيصال الصحف لهم، والالتقاء بمحامين للدفاع عنهم.

ومازالت سلطات الأمن تفرض تدابير مشددة على زيارة زوجات المعتقلين، حيث تخضع اجراءات الزيارة الى فترة انتظار طويلة الى جانب المماطلة المتعمدة.

وقد ذكرت هذه المصادر بأن المعتقلين الثلاثة إستنكروا بشدة طريقة التحقيق التي تجرى معهم، مؤكدين على حقهم في الدفاع عن أنفسهم والالتقاء بمحامين. وكان الاستاذ علي الدميني قد نقل قبل أسبوع من سجن المباحث في الدمام بالمنطقة الشرقية  الى سجن عليشه بالرياض.

وذكرت المصادر بأن مدير السجن وعدهم في الثاني من مايو 2004 بنقلهم الى سجن عام وتوفير الصحف لهم، ولكن لم يتم تحقيق هذا الوعد حتى لحظة نشر الخبر. وكانت المصادر قد تحدثت عن تدهور صحة المعتقلين، بفعل أوضاع المعتقلات وهكذا أمراض السكري والضغط التي يعاني منها الاصلاحيون الثلاثة.

هذا وكانت زوجات المعتقلين قامت بتقديم رسالة الى ولي العهد الامير عبد الله مطالبة بالافراج الفوري عن ازواجهم، وتوفير الضمانات الكفيلة لأزواجهن للحصول على حقهم في الدفاع عن أنفسهم ودرء الاتهامات الموجّهة اليهم من قبل مسؤولي الأمن، بما في ذلك وزير الداخلية الأمير نايف.

وكان الشاعر علي الدميني، أحد المعتقلين الثلاثة، قد طلب لقاءً مع مدير السجن لاجراء توكيل لابنه لاستكمال الاجراءات القانونية المتعلقة بمستحقاته البنكية وهكذا طلب السماح لزوجته وأبنائه بزيارته في السجن، ولكن حين رفض مدير السجن تلبية طلبه قرر الاضراب عن الطعام، الذي إستمر حتى موعد مقابلة مدير السجن.

كما طالب الدميني بلقاء مع أحد المحامين وإحضار كاتب عدل لتحرير وكالة لإبنه عادل من أجل متابعة معاملاته البنكية الخاصة، وقد رفضت سلطات السجن تلبية الطلب الامر الذي دفعه للاضراب عن الاطعام احتجاجاً على تلك الاجراءات.

وبحسب مصادر مقربة من الشاعر الدميني فإن أجهزة الأمن بدأت بالتضييق على الاصلاحيين الثلاثة فيما يتعلق بإيصال الصحف لهم وهكذا السماح لعوائلهم بالزيارة التي تخضع لقيود ومماطلات متكررة ومعقّدة. وتنقل هذه المصادر بأن معنويات الاصلاحيين المعتقلين عالية وأنهم مصّرون على حقهم في التعبير السلمي عن آرائهم في الاصلاح السياسي في البلاد، وأنهم على استعداد للصمود. كما ذكرت هذه المصادر نقلاً عن الدميني بأن الاوضاع الصحية لكل من الحامد والفالح تبدو سيئة.

وذكرت مصادر مقرّبة من عوائل دعاة الاصلاح المعتقلين في السعودية وهم الدكتور عبد الله الحامد والدكتور متروك الفالح والشاعر علي الدميني بأن أجهزة الأمن رفضت طلبات أسرهم بالزيارة. وقد ذكرت المصادر في الثامن والعشرين من أبريل الماضي بأن أجهزة الأمن منعت أسرة الدكتور متروك الفالح من إيصال أدويته ولا جهاز قياس السكر، كما رفضت تحديد زيارة له، كما أبلغت هذه الاجهزة إبن الدكتور الحامد بعدم السؤال عن والده قبل أسبوعين، حيث سيتم تقييم الطلب قبل إصدار قرار حاسم بشأنه.

وقد ذكرت زوجة أحد المعتقلين قائلة بأنه في اليوم الثاني للاعتقال توجهت للمباحث العامة وأخبرتهم أن زوجي اختفى منذ الأمس،  وعلمت من موقع على شبكة الانترنت بأنكم اعتقلتموه وأرغب في التأكد منكم بصحة الخبر كون زوجي بحاجة الى تناول بعض الأدوية الخاصة،  وردّوا عليَّ بالقول (أن ضالتك لا نعلم عنها شيئاً) ونصحوني (باستخفاف) بمراجعة الأمارة.

وحين توجهت للأمارة أكدّ لي الموظفون في القسم الخاص بأن وكيل الامارة لا يقابل ولا يخاطب نساء فحررت معاملة لدي رقمها وتاريخها تشمل نقطتين أساسيتن الأولى: أن يتم إعلامي فوراً أين زوجي وأن أتصل به أويتصل بي وأن تصله أدويته، والثانية: بماذا أرد على وكالات الأنباء العالمية التي تتصل بي مع ملاحظة إستيائي وأبنائي من محاولة تشويه سمعة زوجي ورفاقه الإصلاحيين عبر تصريحات المسؤولين وأننا لن نسكت على ذلك. ومع ذلك لم يتم التعامل معي كمواطنة تطالب بأبسط حق من حقوق الحيوان.

وقد حاولت زوجات المعتقلين ترتيب موعد للقاء الأمير عبد الله أو الأميرة عادلة وتهرب منا الوسطاء بدلالة غير مباشرة على الرفض..

 وتمثل هذه الاجراءات تصعيداً خطيراً، حيث ينظر كثير من دعاة الاصلاح في السعودية الى أن تدابير كهذه تعتبر اخلالاً بأوضاع حقوق الانسان بالرغم من مزاعم الحكومة بأنها تحقق تقدّماً في هذا المجال، وفي الوقت الذي تعلن فيه اللجنة الوطنية لحقوق الانسان، بأنها تستهدف الدفاع عن حقوق المواطنين.

هذا وقد بدأت أجهزة الأمن السعودية التحقيق مع المعتقلين منذ السادس والعشرين من أبريل الماضي فيما أبدت وكالة المحامين السعودية استعدادها للدفاع عن المعتقلين.

من جهة أخرى تشكلت لجنة لرعاية أسر معتقلي الرأي في السعودية مؤخراً وذلك بعد إعتقال الدكتور متروك الفالح وعبدالله الحامد والشاعر علي الدميني، وقد باشرت اللجنة في متابعة شؤون الأسر ومتابعة امورهم والتواصل معهم، وقد جاءت هذه اللجنة على خلفية تعامل الحكومة في السعودية مع رؤية الاصلاحيين مقابل الأرهاب الذي يهدد أمن المجتمع.

هذا وقد بعثت زوجات المعتقلين الثلاثة برسالة الى ولي العهد الأمير عبد الله وفيما يلي نص الرسالة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد والنائب الأول لرنيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إزاء ما يتعرض له الوطن من تحديات وأخطار (داخلية وخارجية) محدقة، والتي تتمثل على وجه الخصوص في تصاعد وتيرة العنف و الإرهاب الدموي ؛ فإننا ندين ونستنكر هذه الجرائم البشعة وآخرها تفجير المنشآت الأمنية في الرياض؛ باعتبارها تنتهك المبادىء الإسلامية وتمس على نحو مباشر أمن الوطن والمواطنين والمقيمين على حد سواء؛ كماأننا نتطلع إلى تكامل وتظافر كافة الجهود (الرسمية والشعبية) الوطنية وعلى جميع الأصعدة لوضع حد للتلاعب والعبث الذي يطال حاضر الوطن ومستقبله، ونرى قبل كل شيء أنه ينبغي العمل على توحيد وتعزيز التلاحم الوطني وتمتين الجبهة الداخلية من خلال التمسك بالثوابت والمصالح الوطنية العليا.

وفي هذا الإطار نود أن نصارحكم بمدى الضرر والأذى المادي والنفسي الذي لحق بنا جراء استمرار اعتقال رجالنا في زنازين انفرادية في سجن عليشة بالرياض؛ وهم من يعرف سموكم مدى إخلاصهم الشديد لهذا الوطن وحرصهم على أمنه واستقراره وازدهاره، وأنهم من خلال مخاطبتهم (مع غيرهم) لسموكم الكريم انتهجوا الأسلوب السلمي والعلني والمدني المتحضر، وكانوا حريصين كل الحرص على توطيد وترسيخ العلاقة الصحية بين الحاكم والمحكوم، وقدموا اجتهادا تهم ووجهات نظرهم حول مفهوم الإصلاح الشامل الذي أعلنتم بصورة واضحة وقوية ومن خلال استقبالكم لهم ولغيرهم من دعاة الإصلاح عن تبنيكم ودعمكم لهذا التوجه، باعتباره الخيار الوحيد إزاء كافة التحديات والأخطار المحدقة والتي تتربص بوطننا الشر.

إننا وإذ نشعر بكثير من الأسف والإحباط حين نلمس أن التعامل يجري وأن الخطاب يتم بنفس المستوى، بين من يعمل لصالح الوطن ونمائه بشكل سلمي، ومن يسفك الدماء ويدمر مقدراته؛ فإننا نتطلع إلى سموكم وضع حد سريع لمعاناة المعتقلين وأسرهم وبما يحفظ كرامتهم وحقوقهم ويرد الاعتبار لهم خصوصاً في ضوء الاتهامات المجحفة في حقهم، وأن تتاح لهم الفرصة في استئناف مسيرتهم في إطار الشرعية التي كانوا ومازالوا حريصين على العمل في ظلها.

سدد الله خطاكم وحمى الوطن من كل كيد أثيم

أسر المعتقلين: أسرة د. عبد الله الحامد عنها زوجته / هدى حسن عثمان، أسرة الكاتب الأستاذ علي الدميني عنها زوجته / فوزيه العيوني، أسرة د. متروك الفالح عنها زوجته / جميله سليمان العقلا

  العدد السادس عشر - مايو 2004