عاجل جداً.. درس في الوطنية

 مشاعل العمر

 

منذ أن سمعت بخبر الإعتقالات او الإيقافات (أياً كان المسمّى، فالنتيجة واحدة)، وأنا أحاول أن أكتب.. أتفاعل.. لأصل الى الحرف الأخير، وأعود لألغي الموضوع بالكامل وأظنه إحساسي بالعجز عن إيجاد رد فعل مناسب لكلمة (المساس بوحدة الوطن).

سأختصر كل إنفعالاتي وأطالب بدورة مكثفة وعاجلة جداً في تعلم أبجديات الوطنية من الألف للياء، شرط أن أتعلمها في مبنى وزارة الداخلية، كي أستطيع فهم ما هي الوطنية من خلال وجهة نظر المسؤول عن الأمن في بلادنا. إذ من المؤكد أنه يحمل وجهة نظر في الوطنية وحب الوطن مختلفة عما أحمله أنا.. فالجميع يحب الوطن (حتى الإرهابيين يحبون الوطن) ولكن كل واحد يحبه بشكل مختلف. لذا أنا أحتاج أن اسأل وأفهم!

كيف نكون وطنيين فعالين تجاه الوطن دون أن يمس أحد وطنيتنا؟

كيف نعبر عما نكنّه من حب تجاه تراب هذا الوطن؟ وكيف نساهم في إصلاحه؟

كيف يكون لي ذلك وأنا لا أملك الدخول والمشاركة كبقية الملايين من المواطنين في (الحوار الوطني)؟

كيف يكون لي ذلك وإعلامنا لايستوعب من الملايين سوى العشرات، وبحرية خانقة؟!

كيف يكون ذلك إذا لم تكن هناك بيانات إصلاحية؟

كيف يكون ذلك ونحن المواطنين مهمشون؟

هناك إعتراض أمني على (ثلوثية) الطيب وعلى الإجتماعات في الأماكن الخاصة؟ هل إستحدثتم بديل لها؟

هل كان هناك نوادي للمثقفين تستقبلهم؟ وهل هناك مستوى عال من الحرية كي يتم التحدث والتحاور في الأماكن العامة؟

من الذي خلق بداخلنا الخوف من (الكلام) في الأماكن العامة؟

إن كل الإختلاف بين المواطن والمسئول حول موضوع (الوطنية) ينحصر في نقطة واحدة تقريباً. المواطن يريد منبراً يتحدث من خلاله، والمسؤول لازال يرفض هذه الفكرة تماماً. ألن يتم (إصلاح) هذا الأمر؟

لازلت أريد درساً في الوطنية من وزارة الداخلية كي أكون من خلاله ـ لو أمكن ـ مواطنة صالحة (فعّالة وإصلاحية) همّها وحدة الوطن على الأقل، كي لا أقف عاجزة عن الكتابة متى ما أردت التفاعل مع حدث ما!

هل هذه فعلاً هي المواطنة بنظر المسؤول السعودي؟ من أين جاء بها؟ أوليست تربيتنا السعودية تنص على أن الولد المؤدب هو من لا يناقش ولا يحاور ولا يفكر وأن يقول حاضر ونعم فقط؟ نحن من أكثر الشعوب إصابة بالأمراض النفسية والإنكفاء على الذات والإنعزالية، وربما كانت تلك وراء خلق ما يسمى لدينا بالخصوصية السعودية!

إذا كنّا ضحايا للنرجسية السياسية.. فأظن (أنهم) ليسوا بأفضل منا حالاً في هذه المرحلة الحرجة: إصلاح من ناحية ومكافحة إرهاب من ناحية أخرى، و(اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي).