عبد العزيز بن فهد: لاعب أم بديل؟

 الأشهر الماضية دفعت بلاعب جديد في العائلة المالكة أخذ يقتحم العمل السياسي اقتحاماً. الأمير عبد العزيز، إبن الملك فهد المدلل، أطلّ على أكثر من صعيد سياسي وأمني وإعلامي ومالي، وكأنه رجل الدولة وملكها القادم.

تقول الأنباء أنه استثمر مع التيار السلفي مبالغ كبيرة من المال والسمعة، وكأنه واحدٌ منهم، واستلم كبار التيار ـ بدون تحديد أسماء ـ عشرات الملايين من الريالات، وراح يظهر في المنتديات الدينية ويستمع لخطباء التيار الذين كانوا بالأمس نزيلي السجون بسبب تطرّفهم الفكري.

وتقول الأنباء، أن الأمير يعتمد في ميزانيته على الديوان الملكي، وليس على أمواله الخاصّة، وأنه تقدّم قبل نحو شهرين بطلب لدى وزير المالية بتحويل مبلغ أدنى قليلاً من ملياري ريال تحوّل على حساب الديوان الملكي الذي يتحكّم فيه الإبن المدلل، ولكن وزير المالية تباطأ في الأمر، وأبلغ ولي العهد، فأمر بعدم صرف المبلغ، فجاء عبد العزيز المدلل شاكياً بأن ذلك (أمر الوالد) فقال له ولي العهد: أمر الوالد على العين والرأس، ولكن لن يصرف مبلغ من خزينة الدولة بدون إذنه!

وتقول الأنباء، أن الأمير عبد العزيز المدلل يستظلّ بولي العهد، ويُظهر نفسه وكأنه يتحرك تحت عباءته وبإسمه، ولكنّه ـ وهو يحاول أن يبني لنفسه كياناً وشخصية مستقلتين ـ لدى الشخصيات العامة الوطنية والعربية لا يتردد في تقديم نفسه كشخصية بديلة عن كل رموز الحكم القائمة التي يتعرض لها بالتنقيص والسخرية والتجهيل، وبينها ولي العهد نفسه ووزير الداخلية.

وتقول الأنباء، أن الأمير المدلل عبد العزيز، يتجه حالياً الى الحرس الملكي، وبعض الأجنحة العسكرية والأمنية التي ـ من الناحية الفعلية كان الملك قبل مرضه يشرف عليها ـ يستقطب ضباطهم ويعد بتوظيف طاقات شابّة وذلك لصناعة قوّة عسكرية منافسة ـ من حيث المبدأ ـ يمكن أن يستند عليها في المنافسة ـ أو الصراع ـ على كرسي الملك بين حفدة الملك المؤسس.

وتقول الأنباء، أن الأمير عبد العزيز الى جانب عشرات المليارات من الريالات التي أعطاها أبوه إياها، وكذلك الشركات الكبرى التي يمتلك الكثير من أسهمها، فإنه قام بتفعيل المال ـ الى جانب الحضور السياسي ـ في الحضور الإعلامي، وأعلن عن عزمه تأسيس صحيفة يومية، قيل أنها ستحمل إسم (إيلاف)، تفتح له المجال للحضور الإعلامي اليومي في صحيفة يومية دولية، ويمكن أن تكون بداية لإمبراطورية تشمل قناة فضائية ومطبوعات أخرى.

وتقول الأنباء، أن المدلل عبد العزيز، هدّد عدداً من دعاة الإصلاح بإسم ولي العهد، إن هم قدموا عريضة، واتصل بالعديد منهم لمنعهم من عقد أي اجتماع، كما أنه ضغط على عدد آخر لسحب توقيعاتهم من العريضة الأخيرة (نداء الى القيادة والشعب: الدستور أولاً)، وهدد بعضهم بتحويل ملفاتهم الى الأمن، وأغرى آخرين بالمساعدة والدعم، وقد تصرف وكأنه رجل الأمن الأول (منافساً لعمّه نايف).

وأخيراً تقول الأنباء، أن الإبن المدلل تحوم حوله جوقة من الطبّالين والشعراء والصحافيين من العرب والمواطنين، يقتاتون على مائدته العامرة بالملايين، حتى أن أحدهم قال فيه ملحمة من نحو 600 بيت شعر، وهو يظنّ أنه بهؤلاء قد أسس بنيانه على أرض صلبة ستصنع منه ملكاً قادماً للبلاد.

الأمير المدلل (خلطة) من كلّ شيء، فهو إبن ملك يقوم بمهام أبيه المقعد، في مجال السياسة والصحافة والمال والأمن وغير ذلك. وهذا الأمير وإن بدا نموذجاً للبعض، ومسبباً الغيرة لدى البعض الآخر من الأمراء، فإنه قد لا يصحو ـ إن أخطأت حسابات السياسة ـ إلا على إبعاده من مجلس الوزراء ومن الديوان الملكي بالكلية.