سعودة المشاريع الجهادية!

 حين وقعت أحداث 11 سبتمبر، علّق كثير من المواطنين بأن مشاريع سعودة الوظائف فشلت كلها، إلا مشروع (سعودة الجهاد!). ففي كل مكان في العالم الإسلامي، وحيثما وقع عنف من مسلمين ستجد أن للسعوديين دورٌ فيه إما تمويلاً أو بالقوى البشرية أو بالفكر (الأيديولوجيا الوهابية).

كثيرٌ أو قليلٌ من السلفيين (المجاهدين) في المملكة، أرادوا توضيح مسألة (السعودة) هذه.. وترشيدها! فقالوا على صفحات الإنترنت: لماذا يقوم المجاهدون من جزيرة العرب بالجهاد في العراق وأفغانستان والشيشان والبوسنة، في حين أن بلدهم يحتاج إليهم، وبلدهم أولى بهم، وهو محتلّ من الأميركيين! إذا كان لا بدّ من سعودة المشاريع الجهادية، فليعد السعوديون الى وطنهم ليساهموا في الجهاد فيه، وحسب أحدهم: الجهاد في المملكة أولى! والرسول قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب!

قال بعضهم مناقشاً: ولكن المشركين خرجوا! فردوا عليه: أما ترى الروافض من القطيف والأحساء يغزون الأماكن المقدسة، وينشرون شركهم، ويزاحمون المسلمين الموحدين في صلواتهم؟! وأضاف آخر: إن الروافض يعدون لمذبحة داخل المسجد الحرام هذا العام!!

إذن.. فالسعودة الصحيحة للجهاد، تعني قيام فتنة داخلية، إضافة للفتن التي سببها سعوديون في الخارج وجاءت بالوبال على الجميع. السعودة الصحيحة تعني الحرب الأهلية، وهي لا تشمل الأجانب الغربيين (أصحاب اللون الأحمر!) ولا المواطنين الشيعة (الذين يشتركون مع الآخرين في السحنة واللون وفي كثير من الأحيان في الإنتماء القبلي) بل وتشمل حتى العمالة الأجنبية المستضعفة الرخيصة. وقد دوّى رأي عبقري سلفي جهادي يقول: (أخرجوا الهنود من جزيرة العرب)!

منتديات الإنترنت السلفية تهيء النفوس لاقتتال داخلي. فلماذا نقتل الأميركيين في العراق، وهم بيننا؟ ولماذا نقتل الشيعة الروافض في العراق، وهم عندنا؟! ولماذا ندعو لقتال اليهود، ونحن نعلم أن الشيعة أخطر من اليهود وأخبث؟!!

أسئلة منطقية حقاً؟!

إنه زمن حصاد الفكر المريض، والعقل المغيّب، كما هو حصاد الدولة الطائفية في منهجها وسياساتها.