تداعيات الحرب على الوضع الشيعي السعودي

مع الوحدة والإصلاح.. والتقسيم خيار أخير

 

واحدة من مخاوف الأسرة الحاكمة من تداعيات الأزمة والحرب على العراق، أنها قد تأتي بالشيعة الى الحكم في بغداد، ومن ثمّ تنعش الآمال بالنسبة للمواطنين الشيعة المضطهدين بالعمل على تخليص أنفسهم من براثن التمييز الطائفي الذي يتعرضون له. مما لا شك فيه أن هناك آثاراً نفسية ستترجم نفسها في الفعل السياسي داخل المملكة من قبل الشيعة. وإذا ما تحقق السيناريو المتوقع فإن أصواتاً ستتعالى لأخذ ما تراه حقاً، وتعارض ما تراه تجاوزاً لها.

كتب ياروسلاف تروفيموف من صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً من القطيف في 3/2/2003 قال فيه أن "الشيعة القاطنين في المنطقة الشرقية والتي تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة بريطانيا العظمى والتي تعد مستودع ثروة البلاد النفطية.. هؤلاء يعتقدون أن أي تحرك باتجاه الديموقراطية سوف يمنح شيعة العراق قوة لا سابق لها، وقد يستطيعون استخدامها لمساعدة اخوانهم السعوديين في انهاء الإضطهاد المسلّط عليهم". ونقل عن أحد المحامين قوله: "من الصعب جدا تغيير الوضع هنا ما لم يكن هناك ضغط خارجي.. ولاحظ أن تقارير وزارة الخارجية الأمريكية السنوية الخاصة بحقوق الإنسان لم تهمل المعلومات المتعلقة بانتهاك الحقوق الاساسية لشيعة المملكة".

وفي حين تأتي أقوى الدعوات المطالبة بالاصلاح في السعودية من وسط الشيعة ـ حسب المقال ـ فإن دعوات مماثلة تتعالى من مختلف انحاء المملكة حيث يؤدي تباطؤ النشاط الاقتصادي الى تعميق الأزمة بين الحكومة ومواطنيها. ورأى الصحافي أن أحداث سبتمبر "حدّت من قدرة العائلة المالكة في قمع المعارضين السياسيين، وتتزايد الضغوط حاليا من  أجل إعادة صياغة جذرية لنظام الحكم السعودي، كبديل وحيد عن إنقلاب مسلح يقود الى سيطرة الاصوليين او انفراط وحدة المملكة وانهيار نظامها". ورأى جعفر الشايب، رجل أعمال، "أن إمكانيات إنفراط وحدة المملكة موجودة.. إنها قنبلة موقوتة".

وأبرز الصحافي الرأي الرسمي، ففي حين أصرّ توفيق السديري وكيل وزارة الاوقاف، على أنه لا وجود لأي تمييز طائفي وأنه أمر غير مقبول منذ تأسيس المملكة حتى يومنا هذا.. اعترف الأمير طلال "إن الشيعة يعانون، وهم يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية، وهذا صحيح فهم محرومون من حقوقهم" وأضاف: "إن الأقلية التي تعتقد أن تمييزا يمارس ضدها ستتحالف حتى مع  الشيطان وليس مع أميركا فحسب". أما الشيخ عبد الله السعدون، أحد مشايخ الوهابية في الرياض، فقال: "الشيعة؟ إنهم العدو رقم واحد.. هل يجب علينا أن نعامل الشيعة بالحسنى لا لشيء الا للخوف على الوحدة الوطنية؟".

وأضاف الصحافي: (الكثير من السعوديين من السنة والشيعة على حد سواء توصلوا إلى قناعة مفادها أن لدى واشنطن خططا لفصل المنطقة الشرقية وتحويلها إلى كيان مستقل عن المملكة ثم السيطرة على احتياطيها النفطي بمجرد الإنتهاء من احتلال العراق.. وفي حين ينظر معظم السنة إلى مثل هذا التطور ـ التقسيم ـ على أنه كارثة وطنية، يقول بعض الشيعة بصورة غير مباشرة: إذا كان الإنفصال يعني أننا سنحصل على حقوقنا ، فإننا نريد هذا الإنفصال).

لكن الصحافي يعود فيعترف بأن أفضل سيناريو للشيعة هو الحصول على حقوقهم كاملة ضمن المملكة ورفع مستوى مشاركتهم في إدارة شؤون البلاد.. هذا ما يراه الصحافي محمد محفوظ الذي يؤكد أنه "إذا أصبح الشيعة شركاء، فإن مشاكلنا يمكن حلها محليا بدون انتظار تغييرات تفرض من الخارج".