إنفجار المشاعر في الشارع السعودي

يا لثارات أهل العراق

 

نبع أهمية المادة التي يعاد نشرها هنا من التلقائية الصريحة في الاعراب عن شحنة المشاعر الغاضبة إزاء الحرب ضد العراق. مشاعر تترجم بلا تحفظ الموقف المبدئي لقطاع واسع من المصدومين من هول الكارثة المدوّية التي تعكسها شاشات التلفزة العربية والأجنبية، هذه الكارثة التي تشارك قواعد وأراضي بلادنا في صناعتها لتحصد أرواح الاطفال والنساء والرجال.

قد يفسر البعض هذه المادة بأنها نفثة مصدور كرد فعل على هول الكارثة، وهي كذلك، ولكنها حين توضع بجنب طيف واسع من الكتابات والتعليقات سواء في الصحف المحلية أو في مواقع الحوار الالكترونية، وفي نفس الوقت تقارن معها، فإن هذه المادة في شموليتها وانفعاليتها وتجرّدها تمتاز بأنها لملمة للمواقف والمشاعر الشعبية بمكوناتها الأولية التلقائية.

وهذه المادة التحريضية الشديدة على نظام الحكم في المملكة والقوات الأميركية ـ وإن حصرت في قطاع يبدو صغيراً وإن كان فاعلاً ـ فإن محتوياتها النقدية هي من المشتركات بين الجمهور بمختلف مناطقه ومذاهبه وتوجهاته السياسية. نترك هنا للكاتب أن يرسم في مادته صورة المشاعر بدون تحفظ كما يلي:

ما يملأ العين دماً والقلب شجىً والحلق غصة أن هذه الحرب التي تشن الآن على العراق، نحن نساهم فيها مساهمة فعالة. نعم.. تنطلق القوات الصليبية الكافرة من بلادنا.. وتزوّد بوقودنا وتحمى بقوات أمننا وتفتح لها الأرض والأجواء والبحار.. وتدعم إعلاميا ومعنويا.. وتصدر الفتاوى لتبرير ما تعمله.. كيف نقبل هذه الفضيحة التاريخية؟.. لو لم تكن كفراً مخرجاً من الملة فإن هذه الأفعال فضيحة شرف وفضيحة مروءة وفضيحة كرامة.. بمقاييس القبيلة! فضلا عن مقاييس الإسلام.

في كل أنحاء العالم خرج الناس يتظاهرون ضد قتل إخواننا في العراق، ونحن لا نشعر بأي حرج في إمداد الصليبيين بكل الدعم اللوجستي الذي يحتاجون؟ نزودهم بالماء والوقود ومدارج الطائرات ونوفر لهم القواعد وكل أنواع المساعدة.. بل وندعم إقتصادهم! أنظروا كيف ضخ إبن سلول مليون ونصف برميل من النفط يوميا لتخفيض أسعاره! ضخ النفط في حد ذاته ردّة، فأين العلماء؟ حتى الدعاء يمنعنا منه هؤلاء المنافقون. يا لله! كيف استعبدونا ومسخونا عبيدا أرقاء؟ كيف مسخت الفطرة في بلاد الحرمين بحيث أصبح الناس يكتفون بمنظر طفل عراقي قد تفجر رأسه وخرج دماغه ولا يحركون ساكنا؟

إسألوا آل سلول أين اللواء العشرين؟ فإذا لم يجيبوا فاعلموا أنه قد عبر الحدود من الرقعي لمساندة الحرب الصليبية. واسألوهم أين طائرات الإخلاء الطبي التابعة للجيش في خميس مشيط؟ فإذا لم يجيبوكم فاعلموا أنها تحركت إلى الشمال لإخلاء الصليبيين، واسألوهم ماذا يجري في قاعدة فيصل في تبوك؟ فإذا كذبوا عليكم فاعلموا أن القاعدة قد ملئت بجنود الصليب وربضت فيها طائرات الشحن الضخمة  "جالاكسي، وطائرات القتال إف 15" لتخرج منها وتضرب إخواننا في العراق، واسألوهم من أين يتم تنسيق الطلعات الجوية؟ انتهى وقت الأكاذيب إنه من قاعدة سلطان في الخرج.

يحدث كل هذا ومن يوصفون بأنهم  "علماء" مشغولون باستلام الرشاوى لتفريغ صكوك الأراضي للأمراء، أو إصدار الفتاوى بأن ما يجري ليس مضاهرة للأمريكان مثلما فعل بعض السفهاء، والله نهى عن إيتاء الأموال للسفهاء حتى لا يفسدوا اقتصادنا فكيف نعطي ديننا لمثلهم فيلعبوا به ويفسدونه علينا؟ ألا شاهت وجوههم ونتنت أرواحهم.

مثقفونا مشغولون بالشماتة بصدام. قبلنا أن صدام بعثي وفيه ما فيه.. ماذا لديك لتفخر به؟ أهو جيش سلطان الذي جرد من الذخيرة حماية للأمريكان أو مباحث نايف التي تلاحق المجاهدين، أو تفتخر بزيادة إنتاجهم من النفط لتعويض الأمريكان، أو تفتخر بتسخير آلتهم الإعلامية لخدمة المشروع الأمريكي. قاتل الله الخونة والجبناء وكل مخذل للأمة في هذه الأيام العصيبة.

إلى كل مؤمن يقرأ كلامي هذا ممن بيده قدرة على فعل شيء أرجوك:

إذا كنت رجل أمن أو عسكريا وتؤمن بالله ورسوله فأنت مطالب بأن تطلق النار على الأمريكي بدلاً من حمايته وعلى كل من تسوّل له نفسه بتوجيه أمرٍ لك بحمايته. وإلى كل عنصر مباحث.. أنت مطالب بحماية المجاهدين والتستر عليهم. وإلى كل طيار.. إن كنت تريد الجنة فانطلق بطائرتك واقصف حاملات طائرات الصليب في الخليج، فإذا تعذر عليك فاقصف قصور من يحمي هؤلاء الصليبيين. إنقض بطائرتك على المطارات حيث تربض طائراتهم ودمرها. لا نريد مظاهرات.. نريد أن نرى دماء هؤلاء العلوج ومن يقف في صفهم تسيل في أوديتنا وصحارينا ومدننا.. نريد أن نشفي صدورنا برؤية أجسادهم متفحمة ومعسكراتهم محترقة، كما يفعلون في إخواننا.

أتخافون من الفوضى؟ والله إن الفوضى بعز وشرف وغيرة ورجولة أحب إلينا من الكفر والردة..أحب إلينا من ذلٍ وإهانةٍ وتحقيرٍ تحت سلطة هؤلاء الخونة الحقراء. ألا نستحي والعلم الأمريكي يرفع معلناً الاحتلال على مدن العراق. الفوضى قريبة منا وعلى حدودنا وإذا أُكل العراق اليوم ونحن سكوت فسوف نؤكل غدا.

ألا رجل لها يغزوهم؟ ألا من فارسٍ يفتكُ بهم؟ أنقذونا من فضيحة التاريخ. أنقذونا من أن تأتي الأجيال بعدنا فتقول كان آباؤنا يفتحون أراضيهم وأجواءهم في بلاد الحرمين للكافر ليكتسح الكوفة والبصرة. كان آباؤنا يلعبون بالدين ويجعلون قال الله وقال الرسول في خدمة الصليب ونجمة داود. كان آباؤنا مشغولين في ليالٍ حمر وجلسات الشراب والفسق والفجور بينما إخوانهم يحترقون بالنيران. كان آباؤنا جبناء أذلاء ينصاعون لعائلةٍ ليس عندها من عناصر القوة شيء.

أسأل الله أن ينطلق منكم الآن من يزيل عنا هذا العار ويزلزل الأرض من تحت أقدام الخونة المنافقين الذين يسمون زوراً وبهتاناً بولاة الأمر. والله لو كان هؤلاء المنافقين من آل سلول يعيشون حياة خوف ورعب لربما قلنا أن لديكم شيئا من العذر، لكننا نرى مجالسهم وتأتيهم الطوابير الطويلة تقبل أيديهم وأكتافهم وتكاد تسجد لهم وكأن بيننا وبين الدين والشجاعة والرجولة والشرف والمروءة قطيعة تاريخية.

يا شباب الإسلام..ملعون كل من قال لكم إنهم معاهدون ولو زعم أنه شيخ الإسلام. ملعون كل من يزوّر دينكم ويبعدكم عن الجهاد. هذه فرصة تاريخية، فالصليب قد تورط وأدخل نفسه في أرضنا.. فجردوا له الأسنة والسيوف تنوشه في كل مكان ولا تعطوهم فرصة ليلتقطوا أنفاسهم فكل ضربة تأتيهم تفت في أعضادهم، وكلما قتل منهم قتيل كلما اقتربوا من نهايتهم بسرعة. لقد أوصاكم رسول الله (ص) وصيته الأخيرة فقال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب.. ألا تقرّون عينه بتطهير جزيرة الإسلام من دنسهم؟

 

لويس عطية الله ـ عن منتدى الساحات السعودي